للّيل نغمته الفريدة ، والنّجوم لآلىء تلتفّ في كلّ الحديقة ؛
كانت الأشجار ترقد في مخابئها الظّليلة
، والنّوافذ مشرعات في حدود النّور، ترقب أوبة المنسيّ ...
لاح تجلّل الأسرار طلعته، خطا متمهّلا؛ فاستقبلته نسائم البيت الشّريدة... لم يطق صبرا، فصاح مهرولا:ـ إنّي ندمت حبيبتي...قالت: ندمت !!
فقال : أقسم أنّني...قالت : ( وقد مدّت إليه أناملا كالمسك . )
لا تقسم حبيبي...قال: قد أقسمت أنّ النّار تحرقني ،
وأنّي أبتلى بالموت لو رامت جوانحي العليلة غير ودّك والوصال... )
( نامت يداه على يديها... )
قال : هذا اللّيل يشهد أنّني أحببتك... أحببتك... أحببتك...
قالت : وهذا اللّيل يشهد أنّني في مقلتيك أكون دوما عالقه... إنّي أريدك ، أشتهي أن أصطلي في ساعديك ،
وأشتهي أن أعبر الشّريان في حرّ الوجيب ،
وأضغط القلب المرنّق بالنّوايا ؛ أرقب القلق الشّفيف وأعبر العينين
بحرا من نسيج الياسمين... ( رنا إليها ...)
قال : ضمّيني إذن...( نامت يداه على يديها ، قاربت شفتاه خدّيها ، فضاع اللّيل بالنّسرين ، وارتدّت بدايات الكلام إلى السّلام !!)