ان هذ القصائد التى ستقرأها قد تهبك معني وقد تخبرك عن الحق , الخير , الجمال والحرية , وقد تلهمك فكرة ما ..والفكرة هى كل شيء , فهى إن وصلت لك او وصلت إليها من كتاب .. من قصيدة , من قصة فأنت قد أدركت ما تصبوا اليه كل الحكمة ..قد وجدت لعمرك فكرة...والفكرة قد تصبح قيمة وقد تصبح شيء ملموس..
أن هذه القصائد لا مكان فيها للمط أو الاطالة بهدف زيادة صفحات الكتاب , فكل قصيدة تعبر عن احساس عشته أو معني اريد ان اكتب عنه , من الاندلس الي الحب إلي أفريقيا إلى الانتظار إلي العرب والطرب..إلي النهايات , إلي الموت ,إلي خذلان الأصدقاء ولم أنسى ان اكتب عن الحياة والبدايات, كيف نحبها وكيف احببتها وماذا خط القدر فى طريقي فيها..
أسميت هذا الكتاب (من وحي صديقتي السيدة الشمس – هذا الكتاب كالضوء لحقلك , لفكرك , لزهور ينبغي ان تنبت ) , لقد كنت دائماً احب الصباح واحب ان انتظره منذ بزوغ الفجر , فلما تأتي الشمس لتظهر كل الدنيا في ضوئها , يصيبني النشاط والشروع في العمل وشرب القهوة , ويصيب عقلي الالهام , فقط من ضوء هذه المحبوبة التي بلاها لصارت كل الدنيا ليل , وانا لا احب الظلام.
لكن احتياجنا للضوء اعمق فهو كأحتياج النبات له في عملية البناء الضوئي , واحتياجنا للنهار أصدق فكل شيء يصبح جلياً في هذا الوقت بدون كهرباء او طاقة الا الشمس التى هي معجزة كونية..فلهذا فالنور والحرارة التي تحافظ علي حيوات ونظام كل المخلوقات هي ما كتبت عنه قصائدي , من وحي صديقتي السيدة شمس.
كتبت كتابين قبل هذا الكتاب سأنشرهم بالطبع وفى عقلى مشروعات لكتب جديدة سأكتبها وأنشرها لفائدتها التى اظن ان القراء في ايامنا هذه يتطلعون لها , ولكن لهذا الكتاب (من وحي صديقتي السيدة شمس) مكانة خاصة عندي ويقترب كثيراً من ملامح شخصيتى , لأننى كتبت فيه ما يدور في ذهني وتكلمت فيه عن ما رأيته في الحب والحرية والشقاء والصبر ورسمت فيه لوحات فنية وادبية وشرحت فيه عن الكلمة والفكر..وكتبت عن الامل بالحياة الجديدة التى كنت دائماً أنشدها..الحياة الجديدة هى امل يجب ان تعرفه عندما تخيب امالك فى حياة قديمة..