في ضوء الضغوط الحياتية التي يمر بها الفرد خلال نشاطه اليومي والتي تؤدى إلى إصابة الفرد بأمراض جسمية واضطرابات نفسية وتغيرات فسيولوجية سلبية، كان للنشاط البدني والترويحي مدخلا مهما للوقاية والعلاج في مجال الصحة النفسية لتطوير حياة الأفراد نحو الأفضل، وقد تطورت البرامج الترويحية المقدمة لكبار السن لتشمل برامج خاصة بالرعاية النفسية لتحقيق الصحة العامة لهم باعتبارهم ركنا هاما من أركان المجتمع ويجب النظر إلى صحتهم العقلية والبدنية بعين الرعاية والاهتمام.
أصبح وجود برامج للرعاية النفسية ضرورة ملحة لمساعدة الأفراد على تحقيق الصحة العامة وخاصة كبار السن حيث أنهم ركيزة المجتمعات المتقدمة وحيث تشير الإحصائيات السكانية بأن هناك ارتفاعا مضطربا في نسبة المتقدمين في السن في المجتمع المصري، حيث كانت نسبتهم 6% عام 1996م ومن المتوقع أن تصل إلى 8,9 % عام 2016م ثم 11,9 % عام 2025م.
كما أن التقدم في السن عبارة عن مرحلة هبوط تدريجي في وظائف الكائن الحي بعد فترة النضج، وذلك بسبب حدوث بعض التغيرات وهي عبارة عن تراكمات بيولوجية وسيكولوجية يمر بها الإنسان، ولا يعد العمر الزمني مؤشرا للعمر البيولوجي لتفسير التغيرات التي تحدث في مرحلة التقدم في السن.
وتزداد حاجة المسنين إلى المشاركة في الأنشطة الترويحية بصفة منتظمة نظرا لحاجتهم إلى زيادة الاستمتاع بالحياة والقيام بمتطلبات الحياة اليومية بجهد اقل ورفع الكفاءة الوظيفية لأعضاء الجسم المختلفة، كما أن ممارسة الأنشطة البدنية والترويحية تمثل وجبه أساسية وضرورية للمتقدمين في السن، لما لها من دور فعال في تحسين الكفاءة البدنية والحركية والصحية والنفسية والاجتماعية.
ان المتقدمين في السن يتعرضون لأحداث الحياة الضاغطة مثل التقاعد، الترمل، فقدان إنسان عزيز، ضغوط اقتصادية واجتماعية، كما يؤثر على فاعلية وكفاءة المتقدمين في السن أثناء أدائهم لوظائفهم الطبيعية المختلفة، وتعد الضغوط النفسية في حياة الفرد هي أحد الظواهر النفسية التي يتعرض لها، والتي قد تؤدى شدتها والتعرض المتكرر لها تأثيرات سلبية على الصحة، وقد يصل الأمر إلى الإنهاك والإجهاد النفسي والذهني.
