لقد تعرضت قصص الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) لكثير من التسطيح وأدخلت في ثناياها العديد من الأخبار غير الصادقة وتفاصيل مبالغ فيها فيها حط من منزلة رسل الحق وذكرت أمور لا تستحق الوقوف عليها في حين تم تخطي الكثير من الدروس والعبر الجديرة بالاهتمام... حاولنا في هذا الكتاب قراءة قصص الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) كما ذكرت في كتاب الله المجيد في آياته المباركة من خلال وقفات تأمل بقدر ما وفقنا الباري (عز وجل) مستأنسين بآراء العلماء الذين شرّفهم الباري (عز وجل) في بحث السير المطهرة لرسل الله.. ولا يخفى أن هناك فارق كبير بين المفهوم القرآني للقصة وبين الفهم البشري لها، ذلك أن القصة في القرآن ترتبط بالهدف وليس سرد الحدث لذا نجد تكرر نفس الحدث في آيات متعددة وكل آية كريمة تسلط الضوء على بُعد مختلف لتعطي رؤية جديدة. أن كل قصة من قصص الأنبياء (عليهم السلام) كانت تسلط الضوء على ظاهرة أو أكثر من ظواهر الانحراف والفساد.. في دروس احتوت أقصى درجات التعليم والعبرة.. منظومة من الأخلاقيات الإلهية يجسدها النبي المرسل...والأحداث الحرجة التي تمر بها الرسالة هي مواقف ليست أسيرة لحظتها بل هي مواقف قد نجدها تتجسد هنا وهناك من حياتنا..والتصرف المثالي إزاءها هو تصرف النبي والمرسل.
